انفراد: مراسل «مصر فايف» في ضيافة الحكم الدولي الخلوق محمود البنا.. وحوار هام عن الرشاوي وعدد من القضايا الرياضية الشائكة

انفراد: مراسل «مصر فايف» في ضيافة الحكم الدولي الخلوق محمود البنا.. وحوار هام عن الرشاوي وعدد من القضايا الرياضية الشائكة
مراسل مصر فايف في ضيافة الحكم محمود البنا

تنفيذا لعهدنا بمواصلة إلقاء الضوء علي حكامنا الشرفاء ومساندتهم والوقوف بجانبهم، لإيماننا بدورهم الهام في إكتمال منظومة كرة القدم في مصر، واعترفا منا  بأننا كنا ضمن السوشيال الميديا المقصرة في حقوقهم  في الفترة السابقة.

وفي إطار المبادرة التي إطلاقاتها مصر فايف وهي ” أدعم حكامك ” فاليوم نحن في حوار مع أبرز الحكام المصريين المهذبين الذي تتسم شخصيته بالهدوء والجراءة، فهو دائما وأبدا لا ينظر إلي لون القمصان و يعطي القرارات التي ترضي ضميره ويرفض الرضخ للضغوط، فكم مباراة قام بتحكميها لقطبي الكرة المصرية وقام بتطبيق القانون ضدهما بكل حزم ودون تفكير، ولعل أبرزها مباراة الأهلي والاتحاد في العام قبل الماضي والذي قام فيها بتوجيه الطارد المباشر لوليد سليمان بعد نزوله الملعب ببضع دقائق، أثر تدخله بعنف علي قدم لعب الاتحاد، وكان هو أيضا حكم المباراة التي فاز بها طلائع الجيش علي الزمالك 3\2 بعدما قام بتطبيق القانون بحيادية تامة، واحتساب ضربتي جزاء صحيحتين علي نادي الزمالك، وطرد المدافع علي جبر لإعاقة مهاجم الجيش من الخلف وهو منفردا بالحارس.

حديثنا اليوم مع الحكم الدولي المتميز محمود البنا من منزله قرية المنشاة الكبري _ قلين _ بمحافظة كفر الشيخ، وكان حوارنا معه كالتالي:

من هو الحكم محمود البنا ؟

أنا من مواليد 1982، خريج كلية شريعة وقانون جامعة الأزهر بطنطا، حاصل علي ماجستير كلية حقوق من جامعة المنوفية، ثم عملت في مهنة التدريس بالأزهر ثم استقلت، وعملت في مهنة المأذون الشرعي، وهذه هي الآن مهنتي الثانية بجانب التحكيم.

بدأت حياتي كلاعب كرة قدم في عدة أندية داخل محافظة كفر الشيخ مثل شباب قلين وفريق بيلا، ثم دخلت التحكيم وأنا أبلغ من العمر 20 عاما وكنت حينها لعب كرة قدم، ثم أصبحت حكم درجة أولي عام 2010 وكانت أول مباراة لي بالممتاز مع الكابتن عصام عبد الفتاح عام 2013، ثم أصبحت حكم دولي عام 2014،

لماذا أخترت مهنة التحكيم؟

أهم حاجة في مهنة التحكيم حتي تكون حكم جيد هو حبك لهذه المهنة أضافه إلي أمتلاك الموهبة، وأنا أعشق التحكيم منذ الصغر حتي وأنا لعب كرة قدم وأثناء المباريات الودية كنت أترك اللعب وأقم بتحكيم المباراة وكانت موهبتي تشجعني علي إكمال الطريق في مجال التحكيم.

ماهي أول مباراة قم بتحكيمها بالدوري الممتاز؟

أول مباراة حكمتها كانت بين فريقي الداخلية والمقاولون عام 2013.

ماهي أهم وأصعب مباراة قمت بتحكميها بالدوري المصري؟

أهم مباراة لي كانت نهائي دوري المجموعتين بين الأهلي وسموحة عام 2014 في مباراة تحديد بطل الدوري، أما أصعب مباراة قمت بتحكميها كانت مباراة الأهلي والمصري في أولي المباريات التي تجمعهم بعد أحداث استاد بور سعيد.

ما هي أخر مباراة قمت بتحكميها أفريقيا؟

كانت مباراة جامبيا وغينيا في تصفيات كأس الأمم الإفريقية للشباب منذ أسبوعين.

ما تعليقك علي ادعاءات البعض بتقاضي الحكام رشاوي؟

بالرغم أني كنت أفضل عدم الحديث في هذا الأمر ولكني سأجيبك، هذا كلام غير صحيح بالمرة، والجمهور المصري يعي حقيقة هذه الأمور جيدا ولن يلتفت لمثل هذه الاتهامات، فالحكم المصري سمعته الجيدة تسبقه في أي مكان، ويطلب كثيرا في إدارة المباريات في كل مكان خارج مصر، فلم ولن يكون في يوم حكم مصري مرتشي، فالحكم المصري دائما يده نظيفة وستظل هكذا.

هل تشعر الحكام بالظلم الإعلامي، ولما ؟

بالمقارنة بالفترة السابقة التي كان  الإعلام يتجاهل الحكام بشكل كبير لا، لأن الأمور تغيرت بعض الشيء وأصبحت الحكام تحت دائرة الضوء، أما بالنسبة للمقارنة بيننا وبين اللاعبين في الظهور إعلاميا، فأقولها نعم ما زلنا مظلومين بعض الشيء، نظرا لأن الحكام هم الأضعف في منظومة كرة القدم في الظهور الإعلامي.

عندما تجيد الحكام في المباريات يشيد الإعلام بالحكم لبضع دقائق وعندما يخطأ الحكام يبرز الإعلام هذا الخطأ بشكل مبالغ فيه ويصبح هو حديث الساعة، فهل توافقني علي هذا؟؟ ومن هم أفضل الإعلاميين التي تساند الحكام في كل الأوقات ؟

أتفق معك في هذا فيوجد بعض الإعلاميين الغير حياديين الذين يمثلون الأهلي والزمالك، فيبرزون الخطأ بشكل مبالغ فيه،  ولكن يوجد بعض الإعلاميين المتميزين الذين يعطونا حقوقنا ويتحدثون عنا بشكل جيد عند الإجادة، وعندما نخطأ يتحدثون عن الخطأ بشكل لائق مع ثقتهم ومساندتهم لنا، مثل الكابتن أحمد شوبير، والكابتن مدحت شلبي، والكابتن كريم حسن شحاتة، الذي ينسي انتمائه للزمالك عند ظهوره علي الشاشات ويقدم برنامجه بشكل محايد، والأستاذ سيف زاهر.

مالذي ينقص الحكام المصريين لنشاهدهم علي الطريقة الأوربية أثناء المباريات؟

بالنسبة لشخصية ومهارات الحكم المصري فلا ينقصنا شيء، ولكن ينقصنا بعض الإمكانيات، مثل السماعات لطاقم الحكام الأربع لسرعة التواصل وسرعة اتخاذ القرار، أضافه إلي الرزاز لوضع العلامات به والذي من النادر جدا أن تشاهده مع حكم مصري، أضافه إلي الإمكانيات المادية التي يتقاضها الحكام، فبالرغم من أرتفاعها الأن بشكل أفضل عن ما مضي، ولكنها تظل ضعيفة جدا لحكام الدوري الممتاز وبالمقارنة مع الحكام العرب والأوربيون.

هل تتمني الاعتماد علي الحكم الخامس ” حكم خط المرمي ” في مصر ؟ وهل تواجده يسهل لك الكثير من الأمور.؟

يعتمد الاتحاد الأوربي الآن علي حكم خط المرمي في البطولات الكبري سواء كان في دوري الأبطال أو في بطولة أوربا، ولكن تواجده لن يمنع الأخطاء وما زالت نفس الأخطاء مستمرة وأنا لا أفضل تواجده معي إثناء إدارتي للمباريات، لأنه غير معقول أن ينزل 6 من الحكام الملعب للتحكيم لــ 11 لعب، وبعيدا عن حكم خط المرمي فقد تم الآن الاعتماد علي حكم الفيديو في كوبا أميركا الأخيرة وبالرغم من ذلك، فقد تعرض المنتخب البرازيلي للظلم والخروج بلمسة يد رغم اللجوء لحكم الفيديو الموجود في الملعب والذي أكد أنها لن تلمس يدي اللاعب.

هل تحكيم المباريات الآن بدون جمهور أسهل لك؟

الحكم الذي يثق في نفسه قادر علي التحكيم تحت أي ضغوط، وأنا شخصيا أحب تحكيم المباريات في تواجد الجماهير، فالجماهير زواقه، وعندما يقم الحكم باتخاذ قرارات صحيحة، فعلي الفور تتعاطف معه الجمهور وتزيد من ثقته بنفسه،  ولذلك فإني أتمني عودتهم مرة أخري للمباراة.

من هو مثلك الأعلى من الحكام العالميين؟

الحكم الإيطالي روزالي، والحكم الاوزبكي رشفان أر ماتوف.

ماهي طموحك في التحكيم؟

أريد أن أجتهد وأواصل التدريب  الدولي حتي أصل يوما إلي التحكيم في كأس العالم وأدعو الله أن يوفقني في تحقيق هذا الحلم، ونحن الآن لدينا ممثل وسفير مصري في الأولمبياد  وهو الكابتن جيهاد جريشة والمرشح بقوة للتحكيم في كأس العالم القادمة، ونحن نضعه  صوب أعيننا.

ماهي الرسالة التي تريد توجيهها لاتحاد الكرة القادم؟

أقول لهم الحكام عنصر هام جدا في منظومة كرة القدم، فأرجوا الاهتمام بهم وتقديرهم ماديا بالشكل الذي يناسب دورهم في إكتمال المنظومة، وأطالبهم بزيادة المعسكرات الثقافية للحكام بجميع درجتهم، وذلك لمعرفة التعديلات الجذرية في القانون والتي يتم العمل بها من الشهر المقبل.

ما الرسالة التي تريد توجيهها لمسئولي أندية الدوري المصري؟

أتمنه من المسئولين أن يكونوا علي قدر المسئولية،  وأن يعلموا جيدا أن الخطاء الذي يقع من الحكم هو ليس إلا خطاء بشري وليس متعمد علي الإطلاق، فلا يوجد حكم يتعمد الخطاء لأنه أكثر شخص يعاقب نفسه، وأشد العقاب الذي يتعرض له عند الخطأ هو انتقاد الجماهير له بالشارع المصري ومعاتبته، فالأخطاء التحكمية ستظل موجودة ما دامت كرة القدم وليست في مصر فقط بل في العالم كله، ومثلما وقع عليكم الضرر من أخطاء في مباراة، فإنكم ستستفيدون من نفس الأخطاء التحكمية  في مباريات أخري.

محمود البنا مع أبنائه عمر ومحمد
محمود البنا مع أبنائه عمر ومحمد

ما الرسالة التي تريد توجيهها للإعلام؟

أطالبهم بعد تضخيم الأمور عند وقوع الحكم في خطأ، فأني أتعجب كثيرا لبعض المعلقين الذين يعلقون علي قرارتنا ويتدخل ويعبر عن رأيه بطريقة يؤسفني أن أقول عليها أنها مستفزة، وعلي سبيل المثال عندما يقول ” أن الفريق خسر بخطأ تحكميي وهو ليس علي دراية كاملة في تقيم الحكام وليس هذا من أختصاصه، وهذا ما يثير الجماهير بشكل كبير.

ما الرسالة التي تريد توجيهها للجماهير وبالتحديد روابط الأولتراس؟

عمر يمسك بالكرة وبجانبه شقيقه محمد
عمر يمسك بالكرة وبجانبه شقيقه محمد

أقول لهم تواجدكم هام جدا وبالتحديد روابط الأولتراس التي تتمتع بداخلات جميلة وتشجيع حماسي ويجعلون للمباراة طعم أخر، ولكني أقول لهم أن عدم التزامكم في المباريات التي تسمح لكم بحضورها هي السبب الرئيسي في عدم تواجدكم الآن، وأتمني أن يعيدوا حسابتهم حتي يعودوا لناديهم الذي يحتاج لدعمهم وللمدرجات التي اشتقت إليهم.

وأخيرا إلي من تتوجه بالشكر؟

أتوجه بالشكر لكل من ساندني ودعمني، مثل الكابتن علاء نبيل الذي ساعدني كثيرا في الانتقال للتحكيم في الدوري الممتاز،كما أتوجه بالشكر إلي الكابتن عصام عبد الفتاح الذي أدين له بالفضل، فهو أول من اكتشفني وقدمني للتحكيم، كما أتوجه بالشكر للكابتن جمال الغندور الذي أدار هذا العام بنجاح كبير ومن خلال قربي منه تعلمت منه أشياء كثيرة وأضاف ليه الكثير في عدة أمور هامة.

محمود البنا يطلع مراسل مصر فايف على الجوائز التي حصل عليها
محمود البنا يطلع مراسل مصر فايف على الجوائز التي حصل عليها
ميدلية نهائي الدوري بين الأهلي وسموحة
ميدلية نهائي الدوري بين الأهلي وسموحة

أترك لك كلمة أخيرة؟

يوجد ناس كثيرون من أفراد عائلتي سعدوني كثيرا وعانوا من أجلي مثل والدتي ووالدي الذي أتقدم لهم بالشكر العميق، أضافه إلي زوجتي التي تساعدني كثيرا وتوفر لي المناخ المطلوب، كما أتوجه بالشكر لأخي سامح الذي يعد أقرب الناس لي ومستشاري في كل أموري لتقارب أعمارنا، وكان يمارس كرة القدم معي قبل أتجاهي للتحكيم وهو الآن يعمل مدرب بالمملكة العربية السعودية.