تعرف على رأي العالم الراحل “زويل” عن “السيسي”.. ومقاله الشهير بـ”لوس أنجلوس تايمز”

تعرف على رأي العالم الراحل “زويل” عن “السيسي”.. ومقاله الشهير بـ”لوس أنجلوس تايمز”

رحل العالم الكبير، الدكتور “أحمد زويل”، وبقي علمه الذي سيدرس في أكبر الجامعات العالمية، خرج نعي رسمي له من رئاسة الجمهورية، وأنباء عن جنازة عسكرية مرتقبة تنتظر جثمانه بالقاهرة، وتربط علاقة قوية بين الراحل “زويل”، وبين “عبدالفتاح السيسي”، وكتب العالم الراحل، مقالاً باللغة الإنجليزية نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز في 3 نوفمبر 2014، عن “السيسي”.

وبدأ “زويل” المقال: “نجح السيسي في إقناع غالبية المصريين بالالتفاف خلفه، واتخذ خطوات جادة تجاه إصلاح الاقتصاد العليل، وأعطى أملاً لمصر عبر البدء في مشروعات قومية كبيرة، بما في ذلك مدينة العلوم والتكنولوجيا، التي كنت ضالعا في الترويج لها على مدى سنوات عديدة”.

كما طالب العالم الراحل، الولايات المتحدة في مقاله بعدم قطع المساعدات عن مصر، منوهاً لخطوات السيسي التي اتخذها لتملك قلوب المصريين، والأمل الذي منحه لهم، واتخاذه قرارات هامة كانت في عداد المستحيل السياسي.

وجاء نص المقال مترجماً بالعربية:

انتقد بعض أعضاء الكونجرس مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسي، وطالبوا بتقليص أو إلغاء المساعدة العسكرية الأمريكية لمصر، كوسيلة لعقاب إدارته.

بعد مقابلتي للسيسي في القاهرة والتحدث مع نطاق واسع من المواطنين، تفهمت الأسباب التي تجعل معظم المصريين يؤيدونه. أعتقد أن قطع المساعدات الأجنبية لمصر في هذه اللحظة سيلحق الضرر بالعلاقات الأمريكية المصرية، كما سينجم عنه عواقب خطيرة على الشرق الأوسط.

التاريخ يوضح مدى الخطر المتوقع، ففي عام 1955، في أعقاب ثورة 52، وافقت الولايات المتحدة على منح مصر تمويلا لبناء سد أسوان، لخلق مصدر للطاقة الكهرومائية، الحيوية للصناعة المصرية، وبعدها بشهور أصبح وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون فوستر دوليس ليس مقتنعا أن جمال عبد الناصر لا يستحق الثقة، وسحب عرض التمويل الأمريكي، وكانت النتيجة، أن تحولت البوصلة السياسية المصرية من الغرب إلى الشرق، وسرعان ما بادر الاتحاد السوفيتي لملء الفراغ.

واستمر الأمر حتى عام 1973 عندما غير الرئيس السادات الاتجاه مجددا، وخلال 40 عاما منذ ذلك الحين، كانت العلاقات الأمريكية المصرية هامة للغاية، وخلال نفس الفترة شهد الشرق الأوسط سلاما بين تل أبيب والقاهرة.

اليوم، تحتاج واشنطن إلى الشراكة المصرية أكثر من ذي قبل. فالإضافة إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التي تعد محورية للمصالح الأمريكية على المستويين الداخلي والشرق أوسطي، فإن الولايات المتحدة كانت وستظل في حاجة إلى المساهمة المصرية في الحرب على الإرهاب.

الشهر الماضي، نفذ الإرهابيون ضربة في شمال سيناء، بما أدى إلى مقتل أكثر من 30 جنديا مصريا، وإصابة عدد من المدنيين.

الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر مصيرية لكلا الدولتين..ينبغي على واشنطن إدراك أنها لم تعد المانح الأساسي للمساعدات الأجنبية لمصر، فحاليا تساهم دول الخليج بمقدار يتجاوز عشرة أضعاف المساعدات الأمريكية.

عندما انتخب محمد مرسي عام 2012، كان العديد من الأشخاص، وأنا معهم، يأملون بأن يضحى رئيسا ديمقراطيا لكل المصريين، لكن لسوء الحظ، سرعان ما أصبحت رئاسته توكيلا لجماعة الإخوان، وكانت البلاد تحت قيادته متجهة إلى حرب أهلية، بما أدى إلى نزول الملايين في الشوارع 30 يونيو 2013، مطالبين بالتغيير، وآملين في استقرار أكبر لمصر.

الرئيس السيسي لم يكن يعتزم في البداية الترشح للرئاسة، لكن تم حثه على فعل ذلك، كما أخبرني رئيس المحكمة العليا المصرية وآخرون.

إذا كانت الانتخابات التي جلبت السيسي للحكم مزورة، كما يدعي بعض السياسيين والافتتاحيات لماذا يستمر المصريون إذن في دعمه بعد الانتخابات؟

السبب بالتأكيد يتمثل في عدم اتخاذ السيسي طريق النفعية السياسية، فبعد فترة قصيرة من توليه الرئاسة، أعلنت إدارته تقليص دعوم الغاز الطبيعي والطاقة، والخبر، ومنتجات أخرى، وكان ذلك بمثابة خطوة هامة نحو الاستقرار الاقتصادي في مصر، وهي الخطوة التي كانت تعتبر مستحيلة سياسيا على مدى أكثر من نصف قرن خلال فترات حكم السادات وحسني مبارك، لكن السيسي كان قادرا على إقناع المصريين بأنه اتخذ القرارات الضرورية.

كما أعلن السيسي عن افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، داعيا المصريين للاستثمار في المشروع، وفي ثمانية أيام فحسب، جمع البنك المركزي المصري ما يوازي 8.5 مليار دولار، من خلال بيع شهادات الاستثمار.

لقد سبق لي زيارة أحد البنوك خلال تلك الفترة، ووجدت طابورا طويلا يمتد للعديد من المباني، واضطرت البنوك لمد فترات عملها للتعامل مع هذا الكم الهائل.

صحيح أن محاولة مصر نحو الديمقراطية بعد ثورة 2011 قابلت العديد من العقبات، وما زالت هنالك قضايا ينبغي مخاطبتها، مثل ضرورة تأسيس قانون عادل لمنظمات المجتمع المدني، وتفعيل دور القانون على السجناء الذين ينتظرون المحاكمات، ودمج أعضاء جماعة الإخوان في الإطار السياسي لمصر.

مثل هذه القضايا تبدو الأكثر مصيرية، وعلى الولايات المتحدة التواصل مع مصر عبر الحوار المباشر والشراكة، ولا ينبغي على واشنطن التردد في ممارسة القوة الناعمة عبر فتح الأسواق الأمريكية، والبدء في اتفاقيات تجارية، ومنح مساعدات لبناء مؤسسات تعليمية وديمقراطية جديدة.

ما يسمى الربيع العربي أثبت أن سقوط نظام رئاسي على شاكلة مبارك لا يعني الصعود المباشر نحو الديمقراطية، فالأمر يستغرق العديد من الوقت والرعاية والتشجيع.

مصر تواجه مشكلات ضخمة، فعلاوة على القضايا الداخلية، التي تتضمن اقتصادا مضطربا، وارتفاع في نسبة البطالة، تواجه مشكلات أمنية في الجهة الشرقية بسبب تنظيم الدولة الإسلامية، كما لديها مشاكل مع ليبيا على الحدود الغربية، وفي الجنوب أيضا باتجاه اليمن.

ولكن بالرغم من كل هذه القضايا، نجح السيسي في إقناع أغلبية المصريين بالالتفاف خلفه، واتخذ خطوات جادة تجاه إصلاح الاقتصاد العليل، وأعطى أملا لمصر عبر البدء في مشروعات قومية كبيرة، بما في ذلك مدينة العلوم والتكنولوجيا، التي كنت ضالعا في الترويج لها على مدى سنوات عديدة.

ومثلما كتبت مجلة الإيكونوميست بعد مرور 100 يوم من حكم الرئيس فإن السيسي “حقق تقدما اقتصاديا ودبلوماسيا، وأعطى أملا للمصريين الذين أنهكتهم سنوات الاضطراب السياسي”.

 

زويل