رفض الطلاب لإفطار السيسي .. الصوت الغاضب في وجه النظام

رفض الطلاب لإفطار السيسي .. الصوت الغاضب في وجه النظام

كثير من الأسر ما بين مكلومة على فقدان أحد ذويها بالموت أو فقدان آخر خلف قضبان الاعتقال على أثر أحد آرائه السياسية، أو على خلفية انتمائه لكيان معين، أو أحدهم أخذ في الرجلين ظلم، لتمتلأ مصر بالمئات من البيوت المصرية التي تفقد أحد أفرادها على مائد إفطار شهر رمضان الكريم.

كان لبعض اتحادات مصر دور كبير في الآونة الأخيرة، حيث رفض بعضهم إفطار الأسرة المصرية التي دعى له الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لتكون آرائهم ومواقفهم الصوت الذي يخبر أن الشباب مازال حاضر وبقوة.

كانت الشرارة الأولى من  محمد مرسي، رئيس اتحاد طلاب جامعة حلوان، والذي وجه رسالة على صفحتة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” حيث قال :”السيد : عبد الفتاح السيسي وصلتني دعوة سيادتكم لحضور أفطار الاسره المصرية بصفتي رئيساً لاتحاد طلاب جامعة حلوان ، هذه الصفة التي لولاها لكنت مابين سجين رأي او مطاردا وربما مجهولا والاقرب انها لن تشفع لي بعد تلك الكلمات لاكمل ما تبقى من شهر رمضان الكريم مع اسرتي “.

وتابع :”اتمني ان تتقبل كلماتي بصدر رحب ، أبلغها لسيادتكم هنا في جمل قصيرة اتمني ان تقرأها افضل من ان أتي ولا تسمعها، الاسرة المصريه سياده الرئيس تصوم رمضان مكلومه ومفطورة علي ذويها في سجون معاليكم، الاسرة المصرية سياده الرئيس تصوم وتفطر امام الأقسام والسجون والنيابات فقط لمعرفة مصير ابن أو أب لم يقترفوا جُرم ، فقط اعترضوا علي رؤية سيادتكم التي اعترفت انت شخصيا بأن ٩٠ مليون مصري غير راضي عنها “.

واضاف مرسي قائلًا:”الاسرة المصريه سيادتكم تنتظر رصاصة الرحمة من وزاره الحالات الفردية ، او حكم قاسي من منصة العداله ، او الهروب من سياج القهر والاستبداد والغلاء، انا لن اطيل ولن أضيع وقت سيادتكم ولا وقتي في خطاب لن يصل إليك وان وصل لن تلتفت له . فقط لو كان لدي متسع من الوقت لحضور ” عزومه فطار ” فاعتقد اني سأفطر مع من يقولون بان تيران وصنافير مصرية والقدس الشريف عربية وان مصر دوله ووطن ، ولو بشق تمرة !”.

وانضم لمحمد مرسي طالب أخر وهو محمد صلاح، رئيس اتحاد طلاب جامعة اسيوط، والذي عبر عن موقفه قائلًا:”للطلاب و من الطلاب ..بصفتى رئيس اتحاد طلاب جامعة أسيوط و اللى هو منصب نقابي طلابي بالأساس إلا إن هذه الصفة دايماً بتحطنى فى الاختيار بين الموقف السياسي العام و بين الموقف الطلابي الخاص و هو جزء من كل هدفه كسب امتيازات أكتر لطلاب الجامعة اللى بمثلهم وصلنى من يومين دعوة من وزارة التعليم العالي للإفطار اليوم تحت اسم إفطار الأسرة المصرية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ..

الدعوة جاءت لبعض رؤساء الاتحادات و لبعض الطلاب الغير أعضاء فى أى اتحاد و حقيقة لا اعرف من الجهات اللى قامت بترشيح اسماء دون غيرها ؟ و على أى أساس و معايير تم الاختيار ؟ ولكن ما أعرفه أنه افطار و فقط .. لا مجال أو مساحة لحوار أو نقاش مع الطلاب .. لذلك فإنه لا مجال لموقف سياسى و لو كان هناك مجال لحوار أو حتى سماع اقتراحات لكنت قبلت الدعوة رغم اختلافاتى الجذرية مع النظام بأكملة ولكن الدعوة فى الحقيقة لا تمثل أى إضافة للطلاب و امتداد لسياسة النظام ..محدش يتكلم ” ..

وأوضح صلاح أسباب رفضه للدعوة قائلًا :”أرفض هذه الدعوة للأسباب السابقة بشكل عام و للأسباب التالية بشكل خاص إذا أردنا أن نتكلم و نمثل أنفسنا و زملائنا :* مع تزايد أعداد الطلاب المقبولة و انخفاض ميزانيات التعليم العالي في مصر اصبح الطلاب يواجهون ظروف غير آدمية في أماكن الدراسة و الامتحانات و المدن الجامعية ليسقط عدد من الضحايا منهم و ليس آخرهم زمليتنا / صفاء سليم الطالبة بالفرقة الاولي حقوق التي توفت إثر اصابتها بالإعياء الشديد اثناء امتحان مادة علم الاجرام.. فهل سنستطيع النقاش حول الحلول الممكنة لهذه الأوضاع المشينة ؟!

* الجامعة لم يعد بها أى مساحة لحرية رأى أو تعبير بنفس ذات الأسباب و القوانين التي تكبل المجال العام و المجتمع بأكمله ” قانون التظاهر كمثال ” ..ناهيك عن التدخلات الأمنية فيما يخص بعض المواقف و الأنشطة التي وصلت لتسليم الطلاب علي يد الأمن الاداري لأجهزة الأم”.

وأضاف قائلًا :”ما سبق يُعد غيض من فيض من انتهاكات تشهدها جامعة أسيوط بالأخص وتشبه أوضاع باقي الجامعات و يمكن الزميل   محمد مرسي عبر عن الرأي السياسي اللي بيمثلني لكن حاولت أن استفيض في الشأن الطلابي .. و في النهاية هل أدرك السيد عبد الفتاح السيسى ووزارة التعليم العالى الآن أن هناك طلاب و اتحادات تمثلهم ؟ و هل سيعترف سيادته بالاتحادات الطلابية العام القادم أم هل سيكتفى بأن يدعوهم للإفطار معه أطال الله عمره ؟ هل ما نستطيع أن نحصل عليه الآن هو افطار على نفس المائدة بينما لم نستطع أن نحصل على اعتراف باتحاد طلاب مصر ؟ إلي النظام : وصلت ثقتنا فيكم لأدني مستوي ولولا مسئوليتنا أمام زملائنا و أنفسنا لرفضنا التعامل معكم و مازلنا ننادي ” فكوا الحصار “و كم ذا بمصر من المضحكات .. و لكنه ضحك كالبكا”.