المركزي يضرب تجارة العملة في مقتل وتراجع حاد للدولار في السوق السوداء

المركزي يضرب تجارة العملة في مقتل وتراجع حاد للدولار في السوق السوداء

تراجع الدولار الأمريكي أمام الجنية المصري فى بداية تعاملات اليوم السبت، بعد أن قضى البنك المركزي كلياً على أحلام تجاوزه لحد العشر جنيهات مجدداً، حيث شهدت أسواق صرف العملة اليوم ثبات سعر الدولار عند حد الـ 9.25 قرش كسعر بيع و9.10 قروش كسعر شراء.

كانت العملة الخضراء قد ضُربت وأصابها خسائر فادحة قدرها الخبراء بتراجع 75قرش دفعة واحدة خلال يومين فقط، وذلك وفقاً لما أرجعه محللون اقتصاديون إلى حالة الإرتباك الشديدة التى تشهدها الأسواق السوداء للعملة، خوفاً من تكبد خسائر فادحة نتيجة سعر الدولار المتزايد والمتراجع دون أى توقعات محتملة.

فقد لجأ المتاجرون فى الدولار إلى التخلص من كمية كبيرة مما فى حوزتهم من الدولار قبل نهاية الأسبوق الماضى، خوفاً من التراجع الحاد المتوقع خلال الأسبوع الجاري، وقاموا بإيداعها فى البنوك مساء الخميس، وهو ما أدى إلى انتعاش البنوك إلى حد كبير وزيادة المعروض من الدولار أدت بكل تأكيد إلى تراجع سعره.
ووفقاً لزيادة المعروض من الدولار لدى البنوك، أصبحت السوق السوداء راكدة دون تعاملات تذكر، يأتى ذلك أتساقاً مع قرارات البنك المركزى الخطيرة التى أحجمت من أزمة الدولار كإلغاء الحد الأقصى للإيداع الدولاري للأشخاص الطبيعيين والأعتباريين.

وأرجع الخبراء تراجع الدولار الحاد، إلى الضربة القوية التى وجهها له المركزى بضرباته المتتالية والتى كانت “ضربة في مقتل”، خاصةً قرارت دعم الأسواق الخارجية كدول الخليج بشهادت “بلادي” الدولارية، والتى ستكون عائد كبير لرجوع الدولار وزيادة سيولته فى الأسواق، لخلق مرونة أكبر فى التعامل بالعملة الصعبة دعماً للثقة فى الإقتصاد الوطنى.

يذكر أن الأسواق السوداء قد أصابتها خسائر فادحة فى الأيام الماضية، بعد تراجع الدولار الحاد فى يومين الذى كان ما بين 75 قرش و 48 قرش دفعة واحدة، فيما امتنع التجار عن التعامل فى السوق السوداء فى الدولار وفضلوا التعامل مع البنوك بعد أن عزز البنك المركزى الثقة مع العملاء وألغى الحد الأقصى للإيداع ليدفع من عجلة الإقتصاد المصري إلى الأمام.

ومن جانبه صرح محافظ البنك المركزى “طارق عامر” إلى أن البنك يهدف إلى جذب ثقة المتعاملون معه وزيادة الثقة كذلك فى الإقتصاد المصري بتوفير العملة الصعبة وتحقيق مرونة فيها، مما يحقق المرجو وهو القضاء على السوق السوداء للدولار التى اجتاحت الإقتصاد المصري مؤخراً، والتى كانت تدر أرباح ضخمة على المتعاملون بها دون الأخذ فى الإعتبار مصلحة الدولة فى توافر العملة الصعبة لديها.

وفى سياق متصل، صرح عضو مجلس إدارة شعبة الصرافة “سليمان الأعصر”، أن قرارت البنك المركزى نجحت فى استعادة دولارات السوق السوداء إلى البنوك المصرية، وأنه بإلغاء الحد الأقصى صارت الثقة فى البنوك كبيرة، حيث رأى العملاء أن البنوك تفتح مصراعيها لهم مع وضع شروط الأمان والثقة.

يأتى ذلك فى ظل أزمة الدولار، والتى يرجع الفضل فيها إلى المضاربة عليه فى الأسواق السوداء، حتى حقق تجار العملة أرباح ضخمة بعيداً عن مصلحة الوطن، وعملوا على زيادة أسعار الدولار وفقاً لأهوائهم الشخصية وضرباً بعرض الحائط ما سينتج عن ذلك من غلاء الأسعار وضعف الإقتصاد، حتى عكف المركزى على التصدي لهم بقرارت وصفت بالحكيمة.