السيسي وعامه الأول في الرئاسة “سنة أولى رئيس”

السيسي وعامه الأول في الرئاسة “سنة أولى رئيس”
عام على تولى الرئيس السيسي حكم البلاد فى يونيو 2014، وبالنظر إلى هذا العام الطويل الملئ بالإنجازات والإخفاقات لا يمكن أن يتم إختصاره فى جملة واحدة، لما تميز به هذا العام من صخب وعواصف فى الداخل والخارج، خاصة أنه العام الأولى لرئيس أتى من خلفية بعيدة تماماً عن السياسية، وسط ظروف استثنائية عاشتها مصر منذ ثورة يناير.

الملمح الأول

إلا أن اخفاقات العام الأول كانت واضحة، متمثلة فى تعثر خارطة الطريق وعدم إتمامها للإستحاقات الثلاث والمتمثلة فى “الدستور والإنتخابات الرئاسية والإنتخابات البرلمانية”، فتعثر الخارطة لم يكن فقط فى عدم إقامة إنتخابات برلمانية وتأجيلها بشكل مفرط، وإنما أيضاً وجود دستور شبه معطل، واحتوائها على مبادئ كثيرة للحريات لا تتعامل معها الكثير من مؤسسات الدولة على أنها موجودة أصلاً، ولهذا فإن تأخير الإنتخابات البرلمانية أصبح مرتبطاً بكل تأكيد بتأخير إجراءات إنتخابات مجلس النواب.

الملمح الثانى

ثانى أهم ملامح عام السيسي الأول، هو مرحلة جمع شتات الأزمة الإقتصادية الطاحنة التى لا تزال تعصف بمصر منذ أكثر من 4 سنوات، وذلك من خلال المشروعات الكبيرة “كقناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية”، والطريق الثانى من خلال التشجيع والجذب للإستثمارات فى مصر، إلا أن ملامح هاتين الطريقين لم يشعر بهما المواطن المصرى حتى الآن، ولكن الأمل مازال موجوداً فى الشعور ببعض التحسن بقليلاً من التحفز والصبر.

الملمح الثالث

أما فيما يتعلق بثالث ملامح “سنة أول رئاسة” فهو مناخ الحكم السياسي فى هذا العام الأول، ومع الإقرار بأن حكم مبارك وسنة حكم الأخوان كانت فترة بائسة، وما بينهما كانت سنوات دماء وشهداء، فإن هذا المناخ سيؤثر بكل تأكيد على بناء نظام سياسي قوى، خاصة أن الرئاسة لا تبدى إهتماماً فيما يتعلق  بوجود سياسية دون تخوين أو تكفير، خاصة فى وجود إعلام ذو خطاب حاد ممول من رجال أعمال، أو الإعلام الآخر المحايد التقليدى الذى لم يتخلص من إدارته على مدار السنوات.

كما يمكن القول بوجود حالة إحتقان بين شباب ثورة يناير والدولة فى صورة الرئيس، ويرجع ذلك لإستمرار وجود مئات شباب الثورة فى السجون، على الرغم من وعود السيسي المتكررة بالإفراج عنهم، وأيضا وجود السياسات الأمنية المتسمة بالإنفلات والحدة فى مواجهة أى عمل سياسي قد يحدث.

الملمح الرابع

هذا الملمح يقوم على توطيد علاقة مصر بجيرانها من البلدان العربية، وهو ما يتمثل فى شئ من الصعوبة لأجواء العام العربى الحالية المتحفزة والمترصدة، إلا أن الرئيس السيسي قد قام خلال هذا العام بـ 27 رحلة إلى الدول العربية والعالمية نجحت بشل كبير فى لم الشمل، وإعادة قوة مصر الإقليمية والدولية مع استمرار وجود بعض التحديات فى هذا الشأن.
ملخص ما سبق أنه لا يمكن إنكار أن السيسي وصل للحكم فى وجود موجه من أعمال العنف والإرهاب الذى اشتعلت فى كامل مصر، بينما لا تزال مؤسسات الدولة تعانى من الحرب معه بصورة شرسة، ولكن الشعب هو من دفع ولا يزال يدفع ثمن هذا الإرهاب، كما كانت الحريات هى الضحية من خلال عودة بعض المراكز الحيوية فى الدولة إلى طرق إدارتها القديمة، رغبةً فى مزيد من التأمين للحفاظ على  الدولة على الرغم من عدم تعارض ذلك مع الحريات.

عام السيسي الأول فى كلمات

بحر هائج وأمواجه عاتيه، وعلى الرغم من ذلك نجح السيسي فى عامه الأولى أن يكون ربان سفينة جيد، حافظ عليها من الغرف، وتتمركز مطالب العام الجديد فى الوصول بالسفينة إلى بر الأمان وتحقيق هدفهما المتأخر، ومعالجة ما سببته الأعاصير من أضرار بالسفينة