مفاجأة “كلب الأهرام” ذُبح بفتوى رسمية

مفاجأة “كلب الأهرام” ذُبح بفتوى رسمية

لم تهدأ مواقع التواصل الإجتماعى، من الحديث عن القضية التى شغلت الرأى العام كله خلال الأيام الأخيرة، وهى ذبح كلب الأهرام بمنتهى البشاعة وبث الفيديو على الإنترنت، وهو ما دعا بعض الحقوقيين بتنظيم وقفات للمطالبة بحق الكلب.

الحكاية بدأت بمشاجرة بين صاحب الكلب “أوشا” وأخرين يعملان جزارين، وفى الراوية التى تحكى فقد سعى صاحب الكلب لفكه ليدافع عنه أمامهما، فى حين ترى الرواية الأخرى أن الكلب قد تحرك من تلقاء نفسه ليدافع عن صاحبه، وعض من كانوا يتشاجرون معه وعدد آخر من الأشخاص، وبعدها فر صاحب الكلب هارباً، وقام المجنى عليهم بتحريك دعوى قضائية ضده حكم عليه فيها بالسجن عام

وبعد عودته حاول “أوشا” الصلح مع خصومه، إلا أنهم رفضوا حتى يسلمهم الكلب ليذبحوه، فساومهم عليه بذبح خروف فدية عنه، واستمر رفضهم حتى سلمه لهم فى النهاية وفعلوا به ما رأيناه، وبعدها صرحوا فى وسائل الإعلام أن ما قاموا به بناء على فتوى شرعية من أحد مشايخ المنطقة، قال فيها أنه يجوز قتل الكلب طالما كان مسعور.

وهو ما يطرح تساؤل،، كيف نظرت الشريعة الإسلامية لقتل الكلب والتعامل معه؟

الشريعة الإسلامية ومعاملة الحيوانات

نهى الدين الإسلامى عن إيذاء الحيوانات، وجعل النار جزاءاً للفاعل، ففى الصحيح الذى أخرجه أبو عمر عن النبى صل الله عليه وسلم قال:-

(عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض).

وعن أبى هريرة عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:-

(عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)

كذلك الحديث الذى أخرجه أبى هريرة رضى الله عنه، عن الرسول الكريم صل الله عليه وسلم حيث قال:-

(بينما رجل يمشي بطريق إذ اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها، فشرب وخرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه “حذائه”، ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، فقالوا: يا رسول الله! وإن لنا في البهائم لأجرا؟ فقال: “في كل ذات كبد رطبة أجر”).

رأى الدين فى قتل الكلب

فى الروايات عن الأحاديث التى أباحت قتل الحيوانات كالكلب، روت السيدة عائشة رضى الله عنها عن النبى صل الله عليه وسلم قال:-

(خمس من الدواب كلهن فواسق، يقتلن في الحل والحرم: العقرب، والحدأة، والفأرة، والكلب العقور).

وعن تعريف الكلب “العقور” أى المسعور، قال الإمام مالك، بأنه كل حيوان عقر على الناس واعتدى عليهم وبث الخوف والرعب فى قلوبهم كالأسد والفهد والذئب والنمر والكلب العقور.

رأى مفتى المملكة السعودية فى ذبح الكلب

أفتى مفتى المملكة السعودية سابقاً، الشيخ عبد العزيز بن باز، أنه إذا آذت الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب، الإنسان فيجوز قتلها، فيجوز قتل الكلب العقور وقتل القطط التى تؤذى الإنسان وتأكل دجاجه أو حمامه ولا يجوز معها الطرد، لذا يباح قتلها، وفى حالة التمكن من الطرد والإبعاد عن المكان فلا يكون القتل مباحاً.

وأضاف الباز، إلا أن قتل الحيوان على النحو المشار إليه، يثتثنى منه الحرق، فالنار لا يعذب بها إلى رب النار، وطرق القتل كثيرة كالسم والضرب حتى الموت، هذا فى حالة إذا لم يتيسر طرده وإبعاده عن المكان لأنه إذا توافرت هذه الحالة فلا يجوز قتله، أما الكلب فلا يقتل إلا إذا كان عقوراً، وفى حالة ما إذا كان مؤذياً فقط فيطرد من المكان، فالقتل المباح فى الكلب لا يكون مباحاً إلى إذا كان عقوراً يعقر ويعض الناس

وهذا الرأى هو ما أخذ به شيخ جامع شارع الأهرام، حينما أفتى بجواز قتل كلب الأهرام المعقور، حسب شهادة أهالى المنطقة بأنه قد عض كثير من أهل الشارع، فقال الشيخ صراحةً “طالما معقور أى مسعور فذبحه حلال”.