لماذا تحاول السلطات حظر تطبيقات الشبكات الاجتماعية

لماذا تحاول السلطات حظر تطبيقات الشبكات الاجتماعية
لماذا تحاول السلطات حظر تطبيقات الشبكات الاجتماعية واتس أب فايبر سكايب فيس بوك

شهدت الشهور الماضية ظهور تهديدات من قبل حكومات بعض الدول بحق شبكات التواصل الاجتماعي ، هذه الشبكات التي لطالما كانت مسرحا لتناقل الهتافات الصامتة و بدء شرارة الثورات كما حدث في مصر و غيرها من الدول التي مرت عليها رياح الربيع العربي ، فيس بوك .. تويتر .. يوتيوب أثرت بشكل واضح على الرأي العام و حرضت على الخروج عن الصمت.

خوفا من الهمس الخفي بين المواطنين من وراء ظهر الحكومة هو ما جعل هذه الدول تقدم على إصدار أوامر بحظر شبكات التواصل الاجتماعي ، ففي آخر الأخبار حدد القضاء الإيراني مهلة شهر للحكومة لفرض حظر على تطبيقات التواصل مثل واتس أب و فايبر و غيرها بهدف السيطرة عليها ، جاء هذا القرار على خلفية رسائل مهينة انتشرت بشكل واسع بين ملايين الإيرانيين عبر الإنترنت ، الرسائل كانت تحمل شتائم و استهزاء برموز الدولة الإسلامية و غيرهم من المحافظين.

من جهة أخرى فإن الدول العربية قد قامت و حاولت فرض العديد من القيود على برامج التواصل ، كما أنها لم تتهاون في مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة ما يحدث بين مواطنيها ، فالسلطات تعر بالخوف عندما تبدأ ثورة إلكترونية ضد الحاكم ، فكما حدث من قبل فإن الثورة الإلكترونية تتحول إلى حراك حقيقي قد يغير حكومات و يصفي رؤساء دول.

لكن الوضع الأمني ليس هو السبب الوحيد لمنع هذه الشبكات ، ففي الإمارات مثلا تعاني شركات الاتصالات من تدني في الإيرادات العائدة من المكالمات الدولية ، يأتي ذلك نتيجة نفور مشتركي هذه الشبكات عن استخدام الاتصال الدولي العالي التكلفة و استبداله باستخدام برامج الاتصال المجانية كبرنامج سكايب و فايبر التي تقدم خدماتها بشكل مجاني شرط أن يمتلك المرسل و المستقبل نسخة من البرنامج.

باختصار فإن الخوف من تدهور الوضع الأمني و تضرر إيرادات شركات الاتصالات هما أبرز سببين يجعلان الحكومات تقدم على حظر مثل هذه الشبكات ، لكن مهما فعلوا فإن المواطنين لن يتركوا هذه المواقع بسهولة ، وكما يقول المثل “كل ممنوع مرغوب”.