هل تساعد الأطفال الفقراء فى الشوارع ضحايا الإهمال والفقر ؟

هل تساعد الأطفال الفقراء فى الشوارع ضحايا الإهمال والفقر ؟
معاناة أطفال الشوارع من الفقر و الإهمال

هل تتألم لرؤية طفل مريض ؟ هل تتألم لرؤية طفل فقير ؟ بماذا تشعر عندما ترى اليتيم  ، و حرمانه من أبيه ، أو عندما ترى اللطيم ، و تشعر بحزنه لحرمانه من أمه ؟ فما أسوء من حرمان الطفل من أبيه ، و أمه ، و هما على قيد الحياة .

أطفال الشوارع ضحايا الفقر و الإهمال

إن أكثر شىء يحزننى هو رؤية الأطفال الفقراء فى الشوارع التى تعانى الفقر و الإهمال ، و يقدر عددهم حكوميًا بنحو مليون طفل ، و لكن مؤسسات المجتمع المدنى تقدرهم بحوالى 3 ملايين طفل .

يعانى أطفال الشوارع معاناة كبيرة ، فمنهم من يولد فى الشارع ، و منهم الوافدون عليها ، و ذلك بسبب الظروف الأسرية الصعبة من طلاق ، و فقر ، و خلافات بين الزوجين ، و تفكك أسرى ، و سوء معاملة .

أين أنت يا مصطفى ؟

فى العام الماضى ، و فى فصل الشتاء ، ذهبت مع ابنتى لشراء فستان جميل ؛ لحضور حفل زفاف ابنة أخى ، ذهبنا إلى مدينة كبيرة بالقرب من مدينتنا الصغيرة ، بحثنا ، و بحثنا حتى وجدنا فستان جميل أزرق .

قررنا أن نرجع إلى مدينتنا الصغيرة ، و كان الجو شديد البرودة ، فجأة لفت انتباهى طفل صغير ، كان فى العاشرة من عمره تقريبًا ، و كان يرتعد من البرد ، و كان يرتدى ملابس قديمة ، و ممزقة .

كان الطفل يحاول أن يغطى نفسه بملابس خفيفة فى هذا البرد القارس ، اقتربت منه ، و سألته عن اسمه ، فأجاب أن اسمه مصطفى ، ثم سألته عن سبب وجوده فى الشارع فى هذا البرد القارس ، فأخبرنى أن أمه تُوفيَت ، وأن أباه تزوج بعد وفاة والدته ، و طلب منه أن يترك البيت ؛ لأنه لا يملك المال الكافى للإنفاق عليه .

لم يعرف مصطفى أين يستطيع أن يذهب ، لذلك قرر أن يأتى إلى هذه المدينة الكبيرة . كنت أسأل نفسى لماذا لم يحاول أى شخص أن يساعده ، و يعطيه غطاء ثقيل ، أو ملابس ثقيلة فى هذا الجو شديد البرودة ، أو يرفق به ، و يأخذه مع أولاده ؛ ليشعر بالدفء ، و يبتعد عن البرد ، و المطر ؟ .

لم أعرف ماذا أستطيع أن أفعل ، فلم أكن من هذه المدينة ، و لا أعرف هذه الأماكن جيدًا ، فقررت أن أعطيه بعض المال ؛ لأساعده ، و رجعت مع ابنتى إلى مدينتى الصغيرة ، و كنت أشعر بالحزن .

كل ليلة تمر بى أشكر الله أننى بين أولادى فى بيتى ، و عندما أشعر بالبرد أتذكر مصطفى ، و أتساءل أين أنت يا مصطفى اليوم ؟

من المسئول عن هؤلاء الأطفال المساكين ؟ ، هل نتركهم فى جحيم الشوارع ، و المعاناة الشديدة ، ام نحاول انقاذهم ؟

لماذا نلجأ إلى سياسة التجريم ، و الإدانة لهم ، و نعتبرهم خطر على المجتمع ، ثم نملأ بهم السجون ؟

لماذا لا نحاول مساعدتهم ، و تقديم يد العون لهم ، و أن نوفر لهم سبل الحياة الكريمة ؟ ؛ لكى يتمكنوا من التعليم ، و لكى يكونوا عاملًا مؤثرًا فى بناء الوطن ، و تقدمه .

أطفال الشوارع  المساكين
أطفال الشوارع المساكين لا مأوى لهم .
أطفال الشوارع
أطفال كثيرة تعانى جحيم الشوارع .
مساعدة أطفال الشوارع
إذا ساعد المسلمون الأطفال فى الشوارع فسوف يكونوا عاملًا مؤثرًا فى بناء الوطن .