عادة ما يحتاج الطفل إلى بعض التهذيب، نتيجة الأخطاء المتكررة أو عدم الطاعة، ويلجأ الآباء في هذه الحالة إلى الضرب كحل نهائي موجع، يردع الأطفال.
ربما يكونوا على حق، ولكن هل يتبعون تلك النصائح والإرشادات الصحيحة قبل ضرب الأطفال؟
هل يعرفون أساسًا عواقب ضرب الأطفال السلبية؟
دعنا نر هذا الأمر…
قبل أن تعاقب الأطفال بالضرب
1- اجعل العقاب على قدر الخطأ:
لا يصح أن نساوي كسر كوب من الماء، بكسر مرآة التسريحة، بكسر الموبايل .. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن أساوي بين كافة تلك الأحداث في باقة واحدة من العقاب.
كسر الموبايل حتمًا كارثة بالنسبة لك، ولكن هل تعاقبه على كسر الكوب كما تعاقبه على كسر الموبايل؟
اجعل العقاب على قدر الخطأ.
2- لا تعاقب طفلك وأنت غاضب:
الحياة جميلة كما تعلم، ومليئة بالبهجة والسرور (مزحة).. فإذا كنت في إحدى هذه الحالات واستثارك ابنك، فلا تقدم على معاقبته وأنت في حالة نفسية سيئة، ولكن تجاوز عن الحدث ككل، وإذا كان الأمر يستوجب العقاب، اطلب من الأم أن تعاقب، أو إذا كانت الأم غائبة، توعده بالعقاب فحسب، وعاقبه في وقت آخر.
هناك كوارث حدثت بسبب عقاب الآباء الأطفال في حالة الغضب، منها – عافاك الله – على سبيل المثال (حوادث مسجلة):
- عاهة مستديمة في الذراع.
- عاهة مستديمة في فقرات الظهر (وكانت لإحدى قريباتي رحمها الله، حيث رفعها أبوها في لحظة غضب وألقى بها على الأرض، وعاشت محنية الظهر طوال عمرها، وماتت رحمها الله بدون أن تتزوج).
- بتر لبعض أصابع اليدين.
- خلل واضطرابات نفسية متقدمة (هناك الكثير منها للأسف).
فهل تريد لولدك ذي الجسد الضعيف، أن يلقى مثل هذا المصير يومًا؟
القرار لك.
3- عدد أنواع العقاب:
لماذا الضرب دائمًا؟
هناك أنواع كثيرة من العقاب بعضها يسبب البهجة أكثر من الألم، وفي النهاية اسمه (عقاب) ..
من الممكن على سبيل المثال أن تجعل الطفل يقوم بكنس الشقة إذا أخطأ، أو كنس مدخل الشقة، أو غسيل الأطباق – إذا كان في سن تسمح بذلك – أو غيرها من المهام.
من الممكن أن تعاقبه على سبيل المثال بالحرمان والمنع .. مثلا تخصم من مصروفه، تحرمه الذهاب إلى الأماكن المفضلة، تحرمه من اللعب، مشاهدة التلفاز، الجلوس إلى الكمبيوتر، ..الخ.
4- ممنوع منعًا باتًا ضرب الأطفال (أو حتى غير الأطفال) على الوجه:
وهذا ليس بأمري، ولكنه بأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث حرم تمامًا الضرب على الوجه سواء للصغار أو الكبار، فمن باب أولى الالتزام بأوامر النبي صلى الله عليه وسلم.
هل نمنع ضرب الأطفال تمامًا؟
إن استطعت فبها ونعمت .. فإن عجزت، فقلل معدل ضرب الأطفال إلى أقصى حد، فعاقبة ضرب الأطفال على المدى البعيد، لا تحتملها أي أسرة، ومن الغريب أنهم يتعجبوا من هذا الأمر بعد أن تقع الطامة الكبرى.
من سلبيات ضرب الأطفال:
- يشيع جوًا من العنف والكراهية في الأسرة.
- يولد العناد لدى الأطفال.
- ينشيء طفل ضعيف الشخصية، ضعيف الثقة بالنفس.
- يُعلم الأطفال الكذب والنفاق للهروب من العقاب.
- يطبع الأطفال على كُره الوالدين منذ الصغر، وبُغض جو الأسرة.
- الضرب يعطل روح التفكير والإبداع لدى الطفل، ويوصمه بالتبعية والسطحية، فهو يخشى المحاولة دائمًا.
- الضرب يسبب الاضطرابات النفسية والجسمية لدى الأطفال، ومن ضمنها التبول اللاإرادي.
- الضرب أحد أسباب هروب الأطفال من البيت، سواء الهروب الكلي (هجر البيت تمامًا) أو الهروب الجزئي (قضاء معظم الوقت خارج البيت).
- الضرب يُعلم الأطفال الجبن والخنوع للأقوى دائمًا.
راجع تلك الصفات السلبية العشر، واستشر نفسك: هل تحب أن تراهم في ابنك؟ لا أعتقد .. نحن نريد أن نمنح هذه الأمة رجالاً، وليس مجموعة من النعاج، فبالله عليكم اقرأوها قبل أن تضربوا الأطفال.
